كريم الجزوَانِي .. " أيقونة الويب" المغربي في ذمة الله


نعدُّ المشرفيَّة والعوالِي/ وتقتلنَا المنُونُ بلا قتال.. لعلَّ
أبَ الطيب المتنبِي كانَ حاذقاً فِي نباهته حين فطنَ إلى ما تقدرُ الموتُ
على هدمه، والإنسان مشغولُ بأثيث نجاحاته وأمجاده، وكأنهُ يرثي بذلك نجماً
من نجُوم المغرب، رحل بالأمس، عوضَ المعنيَّة بالمدح، والدة سيفِ الدولَة.
إذ نزلَ خبرُ وفاة أحد رواد النت بالمغرب، كريم الجزوَانِي، كصاعقة
مربكَة على مهنيي الويب ورواده، سيما أنه لم يبلغ بعد عقده الرابع. وذلك
بالنظر إلى منجزات الراحل المهنيَّة، وَريادِته في قسم مبيعات ياهُو بمنطقة
شمَال إفريقيَا، وفي مجال التوسيق، بعدمَا سبق وأن عملَ مديراً للاتصالات
فِي منارة.
درسَ كريم فِي باريس، حيثُ حصلَ على شهادة الماجستِير في إدارة الأعمال
والتدريب والتسويق الإلكترونِي، قبلَ أن يقفلَ راجعاً إلى المغرب، حيث لم
تخبو جذوة نشاطه، التِي أنشأت تعملُ على تطوير مجَال الويب، وَشرع في
العمل مع عدة شركات وطنية ودولية، وأطلق أول برناج إذاعي، يتناولُ جديد
ميدان النت، الذِي لطالمَا سكنهُ الشوقِ إلى استكناه خباياه، حتَّى ألم به
المرضُ، واختطفته يدُ المنون وهو في ربيعه الخامس والثلاثين، بعد إصابته
بمرض تمدد الأوعيَة الدمويَّة فِي الدماغ (Anévrisme).
حين اتصلت هسبريس، بأصدقاء الراحل المتواجدين ببيت عائلته، لتشييعه إلى
مقبرة الرحمة بالبيضاء، حيث سيوارى الثرى عصر اليوم، لم يكن من اليسير
استقاءُ شهداتهم، بحيث أنَّ أصدقاءه الذِين قدم الكثير منهم، من مدن مغربية
بعيدة، وجاء آخرون من أوربَا وأمريكَا، أشادُوا بالراحل، وما كانَ يتسمُ
به من دماثة في معاملَة الآخرين، إلى جانب جده الكبير.
الطاهر العلمِي، أحدُ أصدقاء الراحل، يقول في اِتصال مع هسبريس، من بيت
الراحل، حيثُ يخيمُ الأسَى على والديْ كريم وأصدقائه ومحبيه، إنَّه تعرفَ
على الراحل قيد حياته، عقبَ عودته من فرنسَا، حيثُ درسَ وحصل على
الماجستير، وألفَى صديقهُ إنسانًا ذَا موهبَة وفرادة، وأهلاً لأنْ يكونَ
مفخرةً لوطنه، لمَا أبانَ عنهُ من تميزٍ في اشتغاله مع شركات دوليَّة في
مجال الويب.
كمَا يضيفُ الطاهر، الذِي ظلَّ الهاتفُ يحملُ حشرجة بكائه بحرقة، أنَّ
التأثر الذِي طبع مواقع كثيرة خيرُ دليل على ما كانَ يحظَى به الراحل من
تقدير في أوساط مهنيي الويب ومرتاديه، الذين يعدُّون رحيلَ كريم خسارة
للمغرب، لا لعائلته الصغيرة فقط، بحيث أنهُ كان الشخص الذِي أقنعَ شركة
ياهُو بالقدوم إلى شمال إفريقيَا، حيث أدار فرعهَا، قبل ان يتركه وينصرفَ
لمشاريع أخْرَى، إلى أن كتَب الموتُ نهاية قصة من الإشعاع، وطنياً ودوليًا.
http://hespress.com/medias/81437.html
0 التعليقات: