لغة الحب وأنواعه


الحب في اللغة: رمز لتعلق القلوب وميلها إلى ما ترضاه وتستحسنه. ويطلق في اللغة على صفاء المودة.
جاء في لسان العرب:
(الحب: نقيض البغض. والحب: الوداد والمحبة. . . والمحبة أيضا: اسم للحب.: وتحبب إليه تودد.
والحِب: الحبيب.
والحِب: المحبوب، وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه، يدعى حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحببت إليه: صرت حبيبا. . .
وهم يتحابون: أي يحب بعضهم بعضا.
والتحبُّب: إظهار الحب .
الراغب الأصفهاني يفصل أكثر فيقول:
حببَت فلانا يقال في الأصل بمعنى: أصبتُ حبة قلبه، نحو: شغفته وكبدته وفأدته .


نزار قباني - ثلاث مفاجآتٍ لامرأة رومانسية

سَتُفاجأ - سيِّدتي - لو تعلمُ
أني أجهلُ ما تعريفُ الحبّْ!!
وستحزن جداً.. حين ستعلمُ
أن الشاعرَ ليس بعلاّمٍ للغيبْ..
أنا آخرُ رجلٍ في الدنيا
يَتنبَّأُ عن أحوال القلبْ


الحب بداية نشاط فطري تشعر به كل المخلوقات ، وبقدر ما يحب الرجل فتاته ، تحب النخلة الذكر النخلة الأنثى وربما نتعلم بعد سنوات أن الذبابة الذكر تحب الذبابة الأنثى ، وكذلك الخنفساء والبعوضة والمسألة من الناحية البيولوجية واضحة فالإنجاب هو هدف العلاقة بين الجنسين فلا بد من تجاذب بين الذكر والأنثى حتى تتم عملية الإنجاب ، والكائن الحي لا ينجذب ناحية آخر إذا كان يكرهه ، فالحب إذن بيولوجيا ضرورية ، ولأن الحب نشاط فطري فهو يصيب البشر ومختلف الكائنات الحية وهم أقرب إلى الفطرة أي في سن الشباب ، أكثر مما يصيبهم عندما تتقدم بهم السن ويقل نشاطهم البيولوجي ، وبالتالي العاطفي .
وقد اهتمت الصحف الإنجليزية بمقال كتبه طالب في المدرسة الثانوية عن الحب وبعث به إلى (الصنداي تايمز) التي اهتمت بنشره ، وقالت أنه من أفضل ما كتب عن الحب عفوية بساطة .
يقول الطالب الشاب : إن الحب شعور يجعل شخصين معينين يعتقدان أنهما جميلان ، حتى ولو كانا غير ذلك ، أو حتى ولو ظن الجميع أنهما ليسا كذلك . إنه الشعور الذي يجعلهما يجلسان على مقعد خشبي واحد وهناك عشرات من المقاعد في الحديقة ويجعلهما يتحدثان بضع ساعات في لاشيء ، ويجعلهما يسيران تحت ثلوج الشتاء المنهمرة دون أن يشعرا بالبرد ، ويجعلهما يستمتعان بساندويتش من الجبن وهما معا ، رغم أن في إمكان كل منهما أن يأكل وجبة دسمة لو ذهب كل منهما إلى منزله . ويختتم الشاب الصغير مقاله بقوله هذا ما أعرفه عن الحب حتى أكبر وحتى أتزوج !!
إذن فإن نظرة الواحد إلى الآخر في الحب تختلف عن نظرته له في الزواج ..... فالحب هو عمل الشباب ... أما الزواج فهو عمل النضج !
إن مفتاح المقال كله يتضح من كلمتي ((( حتى أكبر ))) ، أي أن هذه النظرة إلى الحب قابلة للتغيير بعد ذلك ...... وهذا ما يحدث غالباً .
والنضج ضروري حتى يتحمل الإنسان أن يرى نواقص الصورة الجميلة التي صنعتها أحلام الشباب أو أوهام الشباب ، فالنضج سوف يجعله يعرف أن عيوباً خفية في الحبيب هي جزء من الثمن الذي يجب أن يدفعه أغلب الناس من أجل الحياة الزوجية فالفتاة الرقيقة الوديعة أيام الشباب ، قد تتحول إلى نمرة مفترسة بعده .. والشاب المهذب الحنون أثناء الحب ، قد يتحول إلى رجل خشن بمضي الوقت وتحت ضغوط الحياة!
النضج عنصر حاسم في تحويل الحب إلى زواج ناجح وليس معنى هذا أن الحب ينتهي بمجرد الزواج ولكنه في الواقع يتحول إلى حب من نوع آخر إلى حب واقعي لا يكتفي بالمقعد الواحد ولا يكتفي بالساندويتش ، إنه حب داخل إطار له شروط لا بد من توافرها .

0 التعليقات: